مساكين لقداسة البابا شنودة

من كتاب انطلاق الروح لقداسة البابا شنوده

مساااااااااكين ....

يقول نظير جيد وهو يفتقد احدى المخدومين........
قال لى وهو ينفث دخان سيجارته فى وجهى : "لعلك تعجب من حالتى الان " فنظرت الى شعره الطويل المصفف اللامع وعينيه الغائرتين ،واسنانه الصفراء ، واصابعه المرتعشة فى عصبية ظاهرة ، وشعرت نحوه بكثير من الاشفاق ... انه واحد من الذين فداهم المسيح بدمه .. وقيل ان اجيبه بشئ استطرد فى مرارة : " اننى لم اكن هكذا كما تعلم .. كنت قوى الروح ، رضى الخلق مواظبا على الكنيسة ، ثم اخذت افتر شيئا فشيئا حتى انقطعت عن حضور الاجتماعات فلم تفتقدنى الكنيسة او تسع لارجاعى ، وزاد غيابى وزاد معه فتورى ، وضعفت ارادتى ، وظللت اهوى من قمتى العالية قليلا دون ان يفتقدنى احد .. الى ان افتقدنى الشيطان .. وعندما اتى وجد قلبى مزينا مفروشا ووجد ارادتى منحلة ، ولم يجد حولى انجيلا ولا صلاة ولا احدا من المرشيدين الروحيين ، وهكذا ضعت فريسة سهلة ، وسرت فى الظلام .. الظلام المحبوب الذى احبه الناس اكثر من النور " .
وهز راسه فى هدوء وقال : فى بدء سقوطى كنت اقاوم الخطيئة ولا استطيع لضعف ارادتى .اما الان لا اقاوم على الاطلااااق "
ثم ضحك فى استهتار وقال : "بل اخشى ان اقول ان الخطيئة هى التى تقاومنى ، ولكنها لا تستطيع لضعف ارادتها " !
وكنت حزينا جدا اما هو فنظر الى نظرة قاسية وقال فى حده " هل تحسب اننى سأحاسب وحدى على خطاياى . كلا ، بل انكم ستقتسمون الحساب معى .. فلو اعتنت بى الكنيسة ماوصلت الى هذه الحاة "
ليس المهم ياصديقى القارئ ان اكمل لك القصة هذا الشاب فانها واحدة من شبيهات كثيرات .على اننى اقول لك اننى رجعت الى منزلى فى تلك الليلة وانا غاية الالم من اجله ومن اجل نفسى .
اخذت اسائل نفسى فى صراحة كم شخص مثل هذا تدهورت حالته نتيجة لعدم افتقادى وعدم اهتمامى ؟ وانتابنى خوف وهلع وشعرت بالقلق ، ثم تساءلت : العل وجودى خادما هو معطل لخدمة الله .. ورنت فى اذنى عبارة الشاب " انكم ستقتسمون الحساب معى " تذكرت قول القديس يعقوب الرسول : " لا تكونوا معلمين كثيرين يا اخوتى عالمين اننا ناخذ دينونة أعظم لاننا فى أشياء كثيرة نعثر جميعا "
واستمر حالة الاضطراب مدة طويلة معى .. طلبت اعفائى من الخدمة ، واذ رفض طلبى ارتميت امام الله وبكيت بكاءا مرا .. عرفت اننى مسكين ..
مسكين عندما رضيت ان اكون خادما ولم اقل عبارة ارميا " اه ياسيد الرب انى لا اعرف ان اتكلم لانى ولد "
ومسكين عندما كنت احسب الدرس مجرد محاضرة ألقيها فى هدوء وأنصرف فى هدوء .
صلو من اجلى يا اخواتى ومن اجل جميع خدام مدارس الاحد.
واذ أشكو وأتالم من مسئولية فصل صغير ، ماذا اقول يا اخواتى عن ابائى الكهنة ؟ أليسوا هم بالاكثر مساكين جدا . ماذا يفعل الكاهن وهو مسئول عن خمسة او عشرة الاف نسمة ؟ ماااااااااااااذا يجيب عندما يناديه الله " أعطنى حساب وكالتك "
وماذا عن الاباء الاسقفة المساكين اكثر فاكثر لانهم مسئولين عن الابرشية كاملة .
وماذا عن الاب البطريرك المسئول عن كل اسقف والكاهنة وعن كل العلمانيين................ كلام كتير قاله البابا شنوده عن الخدمة وهو لسه نظير جيد